بعد الأمطار الغزيرة..هل تودّع تونس سنوات الجفاف؟
تعرف الأمطار التي تتساقط خلال هذه الفترة من العام في تونس بـ ''غسالة النوادر"، والتي تأتي بعد أشهر الصيف الحارة وتكون أمطارا رعدية وغزيرة في زمن وجيز.
شهدت جهات مختلفة من مناطق البلاد خلال الأسبوعين الأخيرين تساقط كميات هامة من الأمطار تزامنا مع انطلاق الموسم الفلاحي، وبلغت في ظرف زمني وجيز مستويات عالية.
ويؤكد الباحث في المخاطر الطبيعية عامر بحبة أنّ هذه الأمطار ستساهم في تحسن وضعية السدود ونسبة امتلائها، بعد أن بلغت مستويات حرجة في العديد من المناطق.
وفضلا عن تغذية السدود، فإنّ تأثير هذه الأمطار يكون ايجابيا على المائدة المائية و على صابة الزيتون والأشجار المثمرة.
وقال بحبة، في تصريح لبرنامج "صباح الناس"، الثلاثاء 3 سبتمبر 2024، إن كمية الأمطارالتي تهاطلت أمس على مناطق واسعة من الأراضي التونسية، مثّلت ذروة التساقطات التي شهدتها البلاد مؤخرا.
أمطار هامة في حوض مجردة
وأوضح بحبة أنّ الكميات كانت هامة على نحو خاص في حوض مجردة في ولاية باجة وحيث يتواجد سد سيدي سالم، أكبر السدود التونسية، وبلغت 45 مم.
وأشار بحبة إلى أنّ كميات الأمطار الهامة التي تساقطت في ولايات الشرق الجزائري على الحدود الجزائرية سيكون لها تأثير على تونس، خاصة الأمطار التي تساقطت في ولاية سوق أهراس حيث ينبع وادي مجردة الممتد إلى تونس.
وأشار أيضا إلى توسّع الرقعة الجغرافية للأمطار من مناطق الوسط الغربي إلى المناطق الشرقية في ولاية سوسة وجنوب ولاية نابل ولاية بن عروس.
لكن بعض الولايات لم تشهد أمطارا مثل مناطق الجنوب، وشمال ولاية بنزرت. ويتوقّع الباحث أن تشهد مختلف جهات البلاد تساقط الأمطار بحلول موفى سبتمبر الجاري.
5 سنوات جفاف قاسية
ولفت الباحث في المخاطر الطبيعية إلى أن تونس تشهد تواتر سنوات جفاف تتراوح بين 3 و5 سنوات وتعقبها سنة ممطرة.
وقال إنّ تونس عاشت في الخمس سنوات الماضية فترة جفاف قاسية أثّرت بشكل كبير على مخزون المياه وأثّرت على الانتاج الفلاحي، مشيرا إلى أنّ آخر سنة ممطرة شهدتها تونس كانت في 2019 حيث امتلأت السدود وتجاوز بعضها طاقة استيعابه القصوى مما اضطر السلطات المعنية إلى "تنفيس" عدد منها.
وأوضح بحبة أنّ التوقعات المناخية بعيدة المدى تشير إلى أنّ السنة ستكون مختلفة في انتظار أن تتأكّد تلك التوقعات الجوية على المدى القريب.
وأضاف أنّ السنة الفلاحية بدأت بقوة ومن المنتظر أن تكون توقعات الخريف مغايرة للسنوات الماضية.
ولفت إلى أنّ فصول الخريف في السنوات القليلة الماضية كانت من أكثر فصول الخريف جفافا في تونس، وأنّ أشهر الخريف كانت الأشد حرارة منذ انطلاق تسجيل درجات الحرارة في تونس منذ أكثر من قرن.
استمع إلى المزيد من التفاصيل في مداخلته في برنامج "صباح الناس":